صيغ الفيديو على يوتيوب في 2025: بين هيمنة Shorts وعودة الفيديوهات الطويلة

 

صيغ الفيديو على يوتيوب في 2025: بين هيمنة Shorts وعودة الفيديوهات الطويلة

صيغ الفيديو على يوتيوب في 2025: بين هيمنة Shorts وعودة الفيديوهات الطويلة


يشهد YouTube في عام 2025 واحدة من أكثر الفترات تحوّلًا في تاريخه، حيث تتصارع صيغ الفيديو القصير (Shorts) مع الفيديوهات الطويلة على جذب انتباه الجمهور. هذا التنافس ليس مجرد مسألة أسلوب، بل يمثل تغييرًا في هوية المنصة نفسها، بين السرعة والمضمون، بين الترفيه السريع والمعرفة المتعمقة.

هيمنة الـShorts: سرعة تلتهم العمق

منذ إطلاقها، أصبحت الـShorts العمود الفقري لاستهلاك المحتوى لدى الأجيال الجديدة. خوارزميات يوتيوب تروّج بقوة لهذه المقاطع القصيرة لأنها تزيد من وقت المشاهدة وتفاعل المستخدمين بشكل لحظي.

لكن هذه السرعة خلقت أيضًا ثقافة سطحية، حيث أصبح المحتوى يعتمد على الإثارة اللحظية بدلًا من الفكرة أو القيمة. وهنا يرى النقاد أن يوتيوب "تنازل" عن هويته الأصلية كموقع للفيديوهات التعليمية والتحليلية.

الفيديوهات الطويلة: عودة العمق بعد الإنهاك البصري

على عكس المتوقع، بدأت الفيديوهات الطويلة تعود بقوة في النصف الثاني من 2025. المشاهدون، بعد سنوات من الاستهلاك المفرط للمقاطع القصيرة، بدأوا يبحثون عن محتوى أكثر هدوءًا وعمقًا.

القنوات التي تقدم وثائقيات أو مراجعات موسعة أو محتوى ثقافي بدأت تشهد نموًا ملحوظًا في المتابعين، مما يدل على وجود جمهور متعطش للفكر لا مجرد الترفيه.

الذكاء الاصطناعي بين الطرفين

أضاف الذكاء الاصطناعي بُعدًا جديدًا لهذه المنافسة. فالمبدعون باتوا يستخدمون أدوات مثل Descript وRunway لتسريع إنتاج المقاطع القصيرة، بينما تستغل القنوات التعليمية أدوات التحليل الصوتي والنصي لتحسين جودة الفيديوهات الطويلة.

بهذا، أصبح المحتوى القصير يعتمد على الذكاء الاصطناعي كأداة تسويق، بينما يعتمد الطويل على الذكاء الاصطناعي كأداة تحليل وتطوير.

نقد لسياسات يوتيوب

يواجه يوتيوب اتهامات متزايدة بأنه يدفع خوارزميًا نحو المحتوى السريع فقط، مما يجعل المبدعين "عبيدًا للزمن الرقمي". فكلما كان الفيديو أقصر وأكثر إثارة، زادت فرص ظهوره، بغض النظر عن قيمته الفكرية.

هذا التوجه خلق ضغطًا نفسيًا على منشئي المحتوى، الذين يشعرون بأن الجودة لم تعد مهمة بقدر ما هو مهم “كسب خوارزمية التوصية”.

انعكاسات اقتصادية

الفيديوهات القصيرة تحقق أرباحًا أقل من الطويلة، لكن انتشارها السريع يجعلها أكثر جاذبية للمعلنين الباحثين عن المشاهدات الكثيفة. بينما الفيديوهات الطويلة تظل أكثر استدامة في الأرباح لأنها تبني جمهورًا وفيًا ومتفاعلًا.

رؤية نقدية للمستقبل

من منظور صحفي نقدي، يمكن القول إن يوتيوب يعيش الآن مرحلة "توازن هش" بين ثقافة السرعة وثقافة العمق. إذا استمرت المنصة في تفضيل المقاطع القصيرة، فإنها تخاطر بتحويل الإبداع إلى ردود فعل لا أكثر، بينما تحتاج المجتمعات الرقمية إلى محتوى يبني لا يستهلك فقط.

الأسئلة الشائعة

  • هل ستختفي الفيديوهات الطويلة من يوتيوب؟ لا، بل ستعود بقوة مع ازدياد رغبة الجمهور في محتوى أكثر فائدة وهدوءًا.
  • هل يربح المبدعون من Shorts مثل الفيديوهات الطويلة؟ لا، أرباح الـShorts أقل لأن الإعلانات فيها محدودة المدة ونطاقها أضيق.
  • هل يمكن الجمع بين الصيغتين؟ نعم، وأفضل المبدعين في 2025 يستخدمون الـShorts لجذب الجمهور ثم يدفعونه لمحتوى أطول وأكثر فائدة.

المصادر

  • YouTube Official Blog — “Balancing Shorts and Long-Form Content”, 2025
  • Bloomberg — “Creators Push Back Against Shorts-First Strategy”, 2025
  • TechRadar — “The Rise of Long-Form Comeback on YouTube”, 2025

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال