يوتيوب تُوقف صفحة “Trending” وتستبدلها بنظام “Charts” الجديد: ثورة في طريقة تصنيف الفيديوهات
![]() |
| يوتيوب تُوقف صفحة “Trending” وتستبدلها بنظام “Charts” الجديد: ثورة في طريقة تصنيف الفيديوهات |
في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعًا بين منشئي المحتوى، أعلنت YouTube عن إيقاف صفحة “Trending” الشهيرة التي كانت لسنوات مرجعًا للفيديوهات الأكثر شعبية، واستبدالها بنظام جديد يحمل اسم “YouTube Charts”.
ما هو نظام “Charts” الجديد؟
بحسب بيان رسمي من يوتيوب، فإن النظام الجديد لا يعتمد فقط على المشاهدات وعدد التفاعلات، بل يدمج عوامل أكثر دقة مثل مدة المشاهدة، ومعدل الاحتفاظ بالجمهور، ونسبة الإعجاب إلى عدم الإعجاب، وحتى تنوع مصادر الزيارات.
بمعنى آخر، لم يعد “الشهير” هو من يحصل على أكبر عدد من النقرات، بل من يحقق ارتباطًا حقيقيًا مع الجمهور.
الاختلاف الجوهري بين “Trending” و“Charts”
| العنصر | Trending (السابق) | Charts (الجديد) |
|---|---|---|
| المعيار الأساسي | عدد المشاهدات خلال 24 ساعة | جودة التفاعل ومدى الارتباط |
| التقسيم | عام وشامل لكل الفئات | مقسم حسب الفئات (موسيقى، أخبار، ألعاب، تعليم...) |
| مدة التحديث | تحديث يومي | تحديث أسبوعي وتحليلي |
| الشفافية | محدودة | يوفر بيانات تفصيلية أكثر |
ردود فعل صناع المحتوى
بينما رحب بعض منشئي المحتوى بهذا التغيير باعتباره أكثر عدلاً وتمثيلاً للجودة، عبّر آخرون عن مخاوفهم من فقدان الظهور المفاجئ الذي كانت توفره صفحة “Trending”.
صنّاع الفيديوهات القصيرة تحديدًا اعتبروا أن هذا النظام قد يقلل فرصهم في الوصول السريع، خصوصاً مع تفضيل “Charts” للمحتوى طويل الأمد والجمهور المخلص.
هل هو قرار لصالح المستخدمين؟
من الناحية النظرية، يبدو أن “Charts” يسعى لجعل تجربة المشاهدة أكثر دقة وذكاءً، لكنه في الواقع قد يكرّس هيمنة القنوات الكبرى التي تمتلك بالفعل جمهورًا ثابتًا، مما يقلل فرص القنوات الصغيرة في الصعود السريع.
كما يشير محللون إلى أن الهدف الحقيقي قد يكون تصفية المحتوى المثير للجدل أو الذي يولّد تفاعلات سطحية، لصالح مقاطع أكثر استقرارًا وأقل حساسية سياسيًا أو اجتماعيًا.
وجهة نظر نقدية
إلغاء صفحة “Trending” هو في جوهره تحول من الشعبية إلى السيطرة الخوارزمية. فبينما كانت الصفحة السابقة تتيح بعض العشوائية، أصبح النظام الجديد خاضعًا بالكامل لتحليل خفي داخل خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بيوتيوب.
وهذا يعني أن يوتيوب بات يتحكم أكثر من أي وقت مضى في ما يُعرض على المستخدمين، وما يُدفن تحت أكوام من الترتيبات الرقمية.
الخلاصة
قرار يوتيوب قد يبدو تحديثًا تقنيًا في الشكل، لكنه في العمق يعكس توجّهًا نحو مركزية أكبر للمنصة في توجيه سلوك المشاهدة. وبينما قد يستفيد المستخدم من تجربة أكثر تخصيصًا، يخسر المبدع الصغير فرصة الظهور في عالم يزداد خوارزمية وتحكمًا يوماً بعد يوم.
المصادر
- YouTube Official Blog — “Introducing YouTube Charts”, 2025
- The Verge — “YouTube kills Trending tab for good”, 2025
- BBC Tech — “The end of Trending: what it means for creators”, 2025
